االمحور الثاني: وجوب قراءة القرءان الكريم كما أنزل
إن تعلم كيفية قراءة كتاب الله عز وجل واجب على كل مسلم ومسلمة إمتثالا لقوله تعالى: { ورتل القرآن ترتيلا } سورة المزمل
وقوله تعالى : {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ أُوْلَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَن يَكْفُرْ بِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ } سورة البقرة
وقوله تعالى : {وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلاً } سورة الإسراء
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله يحب أن يقرأ القرءان غضا كما أنزل" أخرجه أبو خزيمة عن زيد ابن ثابت
وٌٌقال أيضا : "إقرءوا القرءان بلحون العرب وأصواتها وإياكم ولحون أهل العشق ولحون أهل الكتابين " ذكره الترمذي في "نوادر الأصول" من حديث حذيفة
وقد أجمع أهل العلم على وجوب تعلم القرءان إمتثالا لهذه الأدلة كلها وغيرها من زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى زماننا هذا. ثم بعد ذلك إبلاغه لمن بعدنا
قال ابن الجزري :والأخذ بالتجويد حتم لازم من لم يجود القرءان اثم
لأنه به الإله أنزلا وهكذا منه إلينا وصلا
ولما سئل علي رضي الله عنه عن معنى الترتيل أجاب أنه هو تجويد الحروف ومعرفة الوقف
فما معنى التجويد؟
التجويد لغة: التحسين والإتقان . يقال جود فلان في كذا وكذا
واصطلاحا : هو إعطاء الحروف حقها من مخارج وصفات حال كونها منفردة, ومستحقها من أحكام المدود-الهمزات.........حال كونها مركبة في كلمة . ثم معرفة الوقوف دون تكلف ولا تعسف
قال ابن الجزري:وهو أيضا حلية التلاوة وزينة الأداء والقراءة
وهو إعطاء الحروف حقها من صفة لها ومستحقها
ورد كل واحد لأصله واللفظ في نظيره كمثله
حكم تعلم التجويد:
فرض كفاية, والعمل به فرض عين على كل مسلم ومسلمة
حكم تعليمه:فرض كفاية , وقد عد العلماء القراءة بغير تجويد لحنا, ومعنى اللحن هو الخطأ في القراءة . وقد قسمه العلماء إلى قسمين:
-اللحن الجلي:وهو الخطأ الذي يشترك في معرفته القراء وغيرهم, كالخطأ الإعرابي أو الرفي أو تبديل حرف مكان حرف
-اللحن الخفي:وهو الذي لا ينتبه إليه إلا المقرئون كالتقليل والإمالة و التوسط في المد االمحور الثالث: مراتب القراءة
1-التحقيق : وهو قراءة القرءان الكريم بتوءدة واطمئنان وهذه الدرجة تكون بين المعلم والمتعلم
2-الترتيل : هو قراءة القرءان الكريم بتمهل أيضا إلا أن هذه الدرجة أسرع قليلا من التحقيق
3-الحدر: هو قراءة القرءان الكريم بسرعة مع مراعاة قواعد تجويد القرءان الكريم
4-التدوير : هو قراءة القرءان الكريم بسرعة وسطية مع إعطاء كل حرف حقه ومستحقه وهي مرتبة بين الترتيل والحدر
5-الزمزمة: وهي قراءة حدرية بصوت منخفض مع مراعاة القواعد دائما. يلجأ إليها الحفظة للتكرار
االمحور الرابع: مخارج الحروف
قال الله تعالى في كتابه الكريم : {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ أُوْلَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَن يَكْفُرْ بِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ } سورة البقرة اية 121
ومعنى " يتلونه حق تلاوته" أي إعطاء الحرف حقه ومستحقه ومعرفة الوقف والإبتداء
1-معنى حق الحرف: هو نطقه داخل الكلمة بمفرده والحروف تبتدئ من الألف إلى الياء, وذلك عبر إخراجه من مخرجه وإعطائه صفاته التمييزية والتحسينية
2-معنى مستحق الحرف: هو معرفة نطقه داخل الكلمة ومعرفة التأثيرات التي تقع عليه من الحرف قبله أو بعده
الحرف حال كونه منفردا : لا يتم تجويد هذا الحرف إلا بثلاث شروط : معرفة حركة الحرف-معرفة مخرج الحرف-معرفة صفات الحرف
1-معرفة حركة الحرف: الحركة ضد السكون وتنقسم إلى قسمين: الأصلية والفرعية
-الحركات الأصلية : وهي الفتحة المتولدة من جحرف الألف, والضمة المتولدة من حرف الواو, والكسرة المتولدة من حرف الياء. وهذه الحركات الثلاث هي الأصل في اللغة العربية وهي الحركات الكوامل فيجب التحرز من الإتيان ببعضها غير كاملة وزيادة على مقدارها وذلك بإشباعها حتى يتولد عنها حرف مد.
-الحركات الفرعية:
+الحركة المختلسة: وهي التي يسرع القارئ النطق بها إسراعا يحكم السامع له أن الحركة قد ذهبت وأن الحرف سكن. وقد حددها البعض بالإتيان بثلثي الحركة
+الحركة المشمة: وهي حركة بين حركتين وذلك بأن ينطق بحركة مركبة من حركتين (ضمة أو كسرة ) وجزء الضمة مقدم على الكسرة ولكنه الأقل ويليه جزء الكسرة وهو الأكثر . ويجب التحرز من النطق بالحرف مكسورا كسرا خالصا فإن هذا يعد لحنا في الرواية
+الحركة المرامة : هو تضعيف الصوت بالنطق بالحركة حتى يذهب معظم صوتها وقيل هو الإتيان ببعض الحركة . وقدر العلماء ذلك بإتيان القارئ يثلث الحركة فيسمعها القريب المصغي ولو كان أعمى دون البعيد
+ الحركة الممالة : وصورتها أن تنحو بالفتحة نحو الكسرة وبالالف نحو الياء
2-معرفة مخرج الحرف:
-المخرج: هو مكان صدور الحرف أي المكان الذي يخرج منه صوت الحرف إن كان متحركا أو المكان الذي ينتهي إليه صوت الحرف إن كان ساكنا. وينقسم المخرج إلى قسمين :
-المخرج الحقيقي : نعرفه بالإتيان بالحرف الساكن بعد همزة مكسورة أو مفتوحة وحيثما انتهى صوت الحرف فذلك مخرجه . وهو مخرج محسوس مادي حروفه حقيقية وهي كل الحروف الهجائية ما عدا الجوفيات
-المخرج التقديري : وهو مخرج هوائي غير محسوس حروفه مدية تنتهي أصواتها بانتهاء الهواء والنفس لزلك فهي قابلة للزيادة والنقصان
-المنبع : هو العضو الذي يضم مجموعة من المخارج والحروف
-الصوت : هو الحزمة الهوائية التي تدخل في مخرج الحرف لتصدر صوتا
-النفس : هو الهواء الخارج من الرئتين يكون مصاحبا للحرف أو ممتنعا عن مصاحبته
-الحركة : هي الفترة الزمنية لضم الأصبع أو بسطه أو مقدار نطق الحركة
-الحرف : هو صوت يعتمد على مخرجه ككل الحروف ما عدا الجوفيات
-المكان : هو مخرج جزئي تتغير فيه حركة اللسان وإذا لم تتغير صار مخرجا .
يقول بعض العلماء أهم باب في التجويد هو باب معرفة مخارج الحروف وقد تتبعوا طريقة لمعرفة هذه المخارج فوجدوا أنه اسبعة عشر مخرجا على المشهور . تنحصر في منابع أو مواضع خمسة وهي : الجوف+الحلق+الشفتان + اللسان+ الخيشوم .وتلقب هذه الحروف حسب المكان الذي تخرج منه ومن فائدة معرفة مخارج الحروف : النطق السليم والقراءة الجيدة والفهم الدقيق للمعاني فقد كانت قراءة النبي صلى الله عليه وسلم مفسرة حرفا حرفا
يقول ابن الجزري رحمه الله تعالى في المقدمة :
مخارج الحروف سبعة عشرعلى الذي يختار من اختبر
فألف الجوف وأختاها وهيحروف مد للهواء تنتهي
ثم لأقصى الحلق همز هاءثم لوسطه فعين حاء
أدناه غين خاؤها والقافأقصى اللسان فوق ثم الكاف
أسفل والوسط فجيم الشين ياوالضاد من حافته إذ وليا
لأضراس من أيسر أو يمناهاواللام أدناها لمنتهاها
والنون من طرفه تحت اجعلواوالرا يدانيه لظهر ادخلوا
والطاء والدال وتا منه ومنعليا الثنايا والصفير مستكن
منه ومن فوق الثنايا السفلى والظاء والذال وثا للعليا
من طرفيهما ومن بطكن الشفةفالفا مع أطراف الثنايا المشرفة
للشفتين الواو باء ميموغنة مخرجها الخيشوم