دوافع الزواج
نتناول الدافع المهم لما قبل الزواج.
وهو غض البصر وتحصين الفرج.
لقوله صلى الله عليه وسلم:
(يا معشر الشباب من أستطاع منكم الباءة فليتزوج فانه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فانه له وجاء).
ما صوب بالصوت الأحمر في الحديث دليل أن الزواج للشاب يساهم في غض البصر وتحصين الفرج.
الحديث هنا به أمر استوجب تنفذه من كل شاب مسلم.
وبه أيضاً استثنى للفقراء والمساكين.
والفقير هو من لا يجد قوت يومه.
والمسكين هو من يجد قوت يوم وليلة فقط.
فهل في جيلنا هذا من لا يجد قوت يومه ؟
ربما يدعي البعض أنه يوجد.
إذاً نستثنيه ونتوجه لغير الفقراء والمساكين وهم شبه العامة في المجتمع.
لذلك وجب علينا تنفيذ أمر رسولنا صلى الله عليه وسلم.
البصر والفرج هنا هما الدافعان للمعاناة النفسية والجسدية لدى الشاب.
فالبصر يرى ويترجمه العقل ومن ثم تحرك الغرائز ويصبح الشخص يبحث عما يخفف ذلك العذاب.
كيف يتخلص بعض الشباب العزاب من هذا الدافع للعذاب وخاصة ممن لا يطبق السنة النبوية ؟
بشيئين.
العادة السرية.
وهي إشباع للغريزة وفقر للنفس كالطفل الذي يتناول قطعة الشوكولاتة فتمنعه عن الوجبة المفيدة.
الخليلة.
هي المرض النفسي للروح وهي أيضاً الدافع للعادة السرية عند البعض.
ونستنتج هنا أن من تطرق لهاتين العمليتين أصبح كمن يطفئ النار بالنار وبالتالي اشبع غريزته بالوهم ولم يشبع روحه.
انتهينا من الدافع الأهم للزواج والسبب في المعاناة النفسية ونتناول ما بعد الزواج.
(وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ) ما صوب بالصوت الأحمر هنا واقع ملموس بعد الزواج.
والزواج أي الجمع بينهم بكلمة الله هي أية من آيات الله وهو جدير بإثبات تلك الآية وبما حوته من بشرى.
والغريب في الأمر أن بعض الشباب عندما يتزوج لا يجد مودة ورحمة على حد قوله وهذا تأثير البصر الذي لم يغظه لان البعض إما في
أجمل من زوجته والبعض يتزوج من أجل إطفاء غريزته التي حركتها تلك الفنانة أو الساقطة بعد أن رآها وأصبح في عذاب الشهوات
وتأثير الشيطان والنفس ويمكث يبحث عن زوجة تشبها ولا يجد فتبقى غرائزه لم تتشبع لأنها من البداية تحركت على كأن حي في شاشة تلفاز أو ما شابه.
والبعض قد تلوع قلبه بعذاب الحب والتعرف على الفتيات ثم يتزوج ولا يجد مودة ورحمة لأنه يسير خلف نفسه الأمارة بالسوء ولا
يستطع إن يجعل عقله في المقدمة ويجر نفسه بعقله لان عقله مازال يفكر في الماضي وتلك الليالي الملاح وقلبه متعلق أيضاً في عشيقة
قديمة ويتمنى أن تكون زوجته تشبها لأن تلك الخليلة هي الأولة في الغرام وهي أول من إطفاء غرائزه.
ولو اقنع نفسه بان زوجته هي الشريك وهي الحبيبة وهي الملاك فسيجد كل يوم يظهر له شيء يعجبه فيها أكثر من السابق وبالتالي الفرق في النساء يكمن في المعاملة وتفوق عليهن ذات الدين.
إما في الحقوق الزوجية فهي كغيرها لا فرق بينهن إلا كمن يفرق بين كأسين من الماء مملوءة من قدح واحد أحدهما بلون والأخر بلون وهي نفس الطعم.
نعود للآية ونستنبط من شرح بعض كلماتها.
(لِّتَسْكُنُوا)
ليس معنى ذلك أن نستأجر سكن ونسكن جميعاً والمقصود بالسكنى هنا هي راحة النفس بعد الحقوق الزوجية وإفراغ ما يهيج الغريزة
وبذلك يصل كلاً منهما إلى أسكان النفس من عذاب الشهوة المتسبب في هيجان النفس. وهناك اختلاف بين من يضع شهوته في الحرام
وهو منتظر من ينتقم منه وبين من يضع شهوته في الحلال وهو منتظر ولد صالح يحمل اسمه ويعود له بالنفع في الدنيا وفي الآخرة
كذلك وضع الشهوات في الحرام تولد الكره والاستحقار من كلا الطرفين بينما وضعها في الحلال تجلب المودة والرحمة.
وهي آية من آيات الله.
(مَّوَدَّةً)
لو نطقنا هذه الكلمة نجد إن بدايتها بضم الشفاه كالقبلة
ونهايتها يخرج من الجوف كخروج الحب للحبيب من القلب.
وهي الحب الحقيقي وأيضاً آية من آيات الله.
نعود مرة أخرى للدافع الأساسي ثم ندمجه بالواقع الملموس في الآية.
نجد أن الله أوجد الغرائز الفطرية واوجد الحلول فالغريزة تتأثر بالبصر وهو ثاني أشد حاسة مؤثرة وتجعل الإنسان يقدم على ما تناشده
النفس وجعل من الزواج حرية مطلقة للبصر وكافة الحواس وفي الآية دليل على أن الزواج سكنى والسكنى كما وضحتها أعلاه تساهم
في تحصين النفس وعض البصر لأن البصر في هذه الحالة يقرّ برؤية الزوجة والنساء قرة العيون لقول الرسول صلى الله عليه وسلم
(رفقاً بالقوارير) أي أن النساء هن اللواتي تقرّ بهن الأعين وليس كما يعتقد البعض أنهن كالقوارير الزجاجية المصنعة تكسر سريعاً.
وبعد السكنى في الآية تزداد المودة وهي الحب وحب الزوجة يستشعره الزوج بكافة الحواس الخمس ثم بعد أن ينتهي وقت السكنى بتقدم العمر يأتي دور الرحمة في الكبر وهي آيات من آيات الله.
إذاً الله عز وجل هو المتكفل بإثباتها لأهل الفكر وجعلها حجة على كل من لا يتفكر.
عوائق الزواج من الطرفين.