حكم الصور والتصوير

حكم الصور والتصوير








مقدمة


أختي المسلمة ...
كلما زادت خشية الله في القلب ...
وكلما زاد الرجاء لرحمة الله في القلب ...
وكلما زادت محبة الله في القلب ...
وكلما زادت اللهفة على رضى الله في القلب ...
< كلما زاد الحرص على تجنب كل ما يغضب الرب ... وإن قيل أنه به شبهة أو شك أو ريب > .




أختي المسلمة ...



إعلمي رحمك الله أنه ما وقع من وقع في معصية الله إلا بإحدى سببين أو كلاهما وهما ( الشهوات والشبهات ) .






-فعلاج الشهوات قوله تعالى :-

(( وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالا مُبِينًا .)) الأحزاب 36





-وعلاج الشهوات قوله تعالى :-

(( فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا )) . النساء 65





وقول الإمام مالك عليه رحمة الله :-

[ لن يصلح أمر آخر هذه الأمة إلا بما صلح عليه أمر أولها ] .






أدلة النهي عن التصوير




1 – عن ابن مسعود – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إن أشد الناس عذابا يوم القيامة المصورون )) متفق عليه .






2 – عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( إن الذين يصنعون هذه الصور يعذبون يوم القيامة يقال لهم : أحيوا ما خلقتم )) رواه البخاري .







3 – عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (( من صور صورة في الدنيا كلف أن ينفخ فيها الروح وليس بنافخ )) متفق عليه .







4 – عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( أشد الناس عذابا يوم القيامة الذين يضاهئون بخلق الله )) متفق عليه .







5 – عن ابن عباس رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (( كل مصور في النار ، يجعل له بكل صورة صورها نفس يعذب بها في جهنم )) متفق عليه .







6 – عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إن البيت الذي فيه الصور لا تدخله الملائكة )) متفق عليه.







7 – عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( لا تدخل الملائكة بيتا فيه كلب أو صورة )) متفق عليه .







8 – عن بن الهياج عليه رحمة الله قال : قال لي على : ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم (( ألا تدع صورة إلا طمستها ولا قبرا مشرفا إلا سويته )) رواه مسلم والترمذي وأبو داوود







9 – يقول ابن رجب عليه رحمة الله :

تصوير الصور للناس برؤيتها او التلهي بها محرم وهو من الكبائر وفاعله من أشد الناس عذابا يوم القيامة .







10 - وقال الإمام الألباني عليه رحمة الله :

ولا فرق في التحريم بين التصوير اليدوي أو التصوير الآلي والفوتوغرافي بل التفريق بينهما جمود وظاهرية عصرية .







11 – يقول الشيخ بن باز عليه رحمة الله :

ولا فرق بين ماله ظل وما ليس له ظل وقد ذهب لهذا جماهير العلماء من الصحابة والتابعين ومن بعدهم ...

أما من قال بأن الصور المنهي عنها فإنها التمثال الذي له ظل فحسب فهذا قول باطل ،

فإن الستر الذي أنكر النبي صلى الله عليه وسلم الصورة فيه لا يشك أحد أنه مذموم وليس لصورته ظل مع باقي الأحاديث المطلقة في كل صورة .







12 – يقول الشيخ بن عثيمين عليه رحمة الله :

الصور التي على الملابس سواء كانت للأطفال أو للكبار فهي محرمة ، ولا يجوز أن يلبس المسلم شيئا فيه صورة سواء كانت الصورة نقوشا في كل اللباس أو كانت صورة في أعلى اللباس .



-وقال عليه رحمة الله : تعليق الصور على الجدران محرم وإن لم يظهر فيها إلا بعض الجسم والرأس .



-وقال عليه رحمة الله أيضا : التصوير باليد حرام بل هو من كبائر الذنوب ورسم الصورة التي بها روح لايجوز سواء رسمت لاختيار الإبداع أو التوضيح للطلاب أو لغير ذلك ..





أختي المسلمة ...

لم يبق بعد أن علمتِ أدلة تحريم الصور وبيان إثم المصور سواء صور بآلة أو بغيرها إلا المسارعة لإجابة داعي الله عز وجل والتخلص من أي صورة ما لم تكن ضرورية كصور البطاقة أو جواز السفر وما شابهها .

-وصور التخلص من الصور يكون بالآتي :

1 / إما بتمزيقها .

2 / وإما بطمسها .

3 / وإما بتغيير هيئتها .



كما غيرت السيدة عائشة الصورة التي كانت على الستارة بأن شقتها نصفين وجعلتها وسادتين .






وبذلك أختي المسلمة تنالين شرف الدخول في زمرة من قال الله عنهم (( إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ )) . النور 51







وتدخلي أيضا في زمرة من قال الله عنهم : (( إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ )) ... الأنبياء 90

أسأل الله عز وجل أن يجعلك منهم .






أختي المسلمة ...

هناك شبهة أسأل الله عز وجل ألا تقعي فيها وهي قول البعض [ أن تحريم الصور يكون حال تعليقها وإظهارها اما إذا احتفظ بها في مكان لا يرى فإن ذلك جائز ] .

وهنا نذكر من قال ذلك بالقاعدة الفقهية :

( إن الله إذا حرم شيئا حرم بيعه وشراءه واستعماله واقتناءه )








ختاما



أختي المسلمة ....




أذكرك بحديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي رواه النعمان بن بشير رضي الله عنهما :-
(( إن الحلال بين وإن الحرام بين وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه ومن وقع في الشبهات فقد وقع في الحرام كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه ألا وإن لكل ملك حمى ألا وإن حمى الله محارمه ....... )) . رواه البخاري ومسلم .





* فتأملي أختي المسلمة قوله صلى الله عليه وسلم : " لا يعلمهن كثير من الناس " أي القلة هم الذين يعلمونها ولذلك مدح الله سبحانه القلة في اكثر من موضع في كتابه عز وجل .....
- فقال تعالى : (( وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ )) سبأ 13
- وقال تعالى : (( إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ.... )) ص 24
فالحقي بركب القلة لتمدحي معهم وتكوني ممن قال عنهم النبي صلى الله عليه وسلم : ( طوبى للغرباء )


ولا تغتري اختي المسلمة بالكثرة وتقولي ( كل الناس خطأ وأنتم أيها القلة المتشددون الصواب ؟؟ )
فنقول لكِ أختاه : أن الكثرة ما ذكرت إلا مذمومة








واخيرا اختي المسلمة :-


إعلمي أن الدنيا زائلة ... زائلة لا محالة وإن طالت وقد تزول الآن ... وقد تزول اليوم .. وقد تزول غدا ... الله أعلم متى الزوال ؟؟ المهم انها ستزول إما عاجلا ... وإما آجلا .. فمهما تمتعت بأمور قد لا أقول أنها محرمة ولكن اختلف العلماء في تحريمها فهي إلى زوال .







فاحرصي أختي العاقلة على ما يدوم وآثريه على ما يزول وإن كان مباحا .







واعلمي ايضا أنك محتاجة لرحمات الله عز وجل في الدارين وبقدر ورعك تنالين تلك الرحمات من رب الأرض والسماوات .







واحذري أن يلتبس عليكِ هذا المعنى مع قول الصحابي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه ما خير بين أمرين إلا إختار ايسرهما . فإن ذلك كان في مباحات الأمور لا في الأمور الشرعية لأنه صلى الله عليه وسلم الذي قال :-


( فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه ) .






اسأل الله عز وجل أن يحيينا على أتم ما يرضيه .
و يقبضنا على أتم ما يرضيه .
و يبعثنا على أتم ما يرضيه .